عدت من المطار في منتصف الليل، وجئت مليئة بالشوق والحيوية، وأخيرًا عدت لوطني وسألتقي عائلتي بعد غياب ثلاث سنوات. عائلتي التي عشت معها أجمل أيام حياتي، الذين لم يراهم ابني وكانت أول فرحتي. وأثناء الطريق، كنت أتحدث لزوجي عن كيف ستكون ردة فعلي عند رؤيتهم. وبدلاً من أن يعبر برأيه في كلمتين، قال لي انتظري ردة فعلهم عند رؤية منزلك الجديد، وكيف سيكون تعبير الطمع في أعينهم وكيف سيبدأ إخوتك في طلباتهم، وكيف سأبدأ بالإنفاق عليهم. لم أتكلم، هل زوجي نسى كيف سكنت عائلتي معنا عندما تزوجنا؟ وكيف كانوا يساعدوننا ويصرفون علينا؟.
وشو عملو لما طلع لزوجي شغل بر البلد..
عندما رحل والدي وباع سيارته وأعطى حقها لزوجي لتكاليف السفر، نسي أصله وفصله. والآن، وبعد أن أصبح غنيًا، بدأ في الاستكبار والتجبر. لم أرغب في أن أكون مضطرة للتفكير في كلامه وتركه يؤلمني، وظللت أفكر في كيفية استقبال عائلتي. استيقظت وأنا سعيدة ومسرورة، وشعرت بالرعب عندما سمعت صوت جرس البن الذي كان يرن.
ذهبت لأجري ثم فتحت الباب واستقبلتني والدي ووالدتي بحنان، وعانقتهم وبدأت دموعهم تتساقط من عينيهم، وسلمت على أخوتي بحب واستقبلتهم بأجمل استقبال.
ضحكنا وحكينا كتير..
وابني كان ينتقل من بكرة إلى آخرى في حضني، وعيون أبي تتلمع من الفخر.
زر الذهاب إلى الأعلى