حاولت أخبيه بقلبي بس ما قدرت..
قرروا الهزار وإغلاق الأبواب وأنا جالسة أتحدث بالتأكيد هذه المرة، سأثور بعد ذلك، لكن لا أحد يسمعني منهم.
ناديت عيه ولم يسمعني، صحيح أنها تعيش مع ابن رحيل لكنها تركتني وذهبت إلى غرفة والدي وأمي. بدأت في البحث عن عي في أركان الغرفة لأحاول سماع صوته وضحكته. أمسكت ملابسه وجلست أشم رائحته الجميلة. وجدت هاتفه وفتحته، بدأت في البحث عن صورة أو شيء ما. فتحت على الرسائل التي كان يرسلها لي وبالصدفة اكتشفت أنه زوجي قد بعث رسالة إلى أبي يعاتبه بشكل مؤلم. تفهم فتاةك برأس سليم، أنت تعلم أنني تحملت الكثير مع زوجتك في الغربة لبناء مستقبل ابني، ليس من أجل صرف أموالك على أطفالك. ولم أعد إلى البلاد من أجل أن أجد الجميع يحسدني، وبالنسبة لحفلة الغد لا تتعب نفسك، إذا جئنا سنبقى لمدة ربع ساعة ونذهب. كانت أسوأ خطأ في حياتي.
لماذا يقوم بإهانة والديه بهذه الطريقة!! لماذا يرسل له هذه الرسالة!! ما الذي رأى من عائلتي ليتحدث عنهم بأنهم طماعين!! هل لم يرى طلبات عائلته التي لم تحنوا علينا في الغربة؟! عائلته التي لم تسأل عنا عند زواجنا وتركونا نعيش في الشارع لولا عائلتي التي سكنتنا معهم.. عائلته التي لم تقدم له المساعدة..
وكانوا بعاملوه كأنه حشرة..
لم أوافق على التدخل بينهم عندما علموا أنه سافر، وفجأة بدأوا في التحدث واحترامه وتقديره لأنفسهم لمصلحتهم. لم أكن أريد أن أفسدهم، بل كنت أحثهم على المساعدة من أجل رزقنا من الله ولكي يكون رضاهم عليك نعمة من ربك. هذا هو الجزاء المعروف، وكان هذا الرسالة هي التي جعلتني أتذكر كل تفاصيل حياتي مع زوجي وأتذكر كل سلبياته التي كنت أتجاهلها. هذه الرسالة علمتني درسًا قاسيًا في حياتي لا يمكنني نسيانها.
أدركت أنه لا يمكن محو غرائز الإنسان حتى بالترويض، وأدركت أن التربية لا تغير الطباع حتى لو تحسنت. واكتشفت أن هناك أشخاص سيئين بالطبيعة.
وإنه زوجي واحد منهم..
بعد مشوار الحياة الذي عاشه معا، للأسف عاد إلى سلوكه وطبعه القديم.
الطمع..
لا استطيع أن أقبل بأن ينشأ ابني مع والده، ورغم أن رحيل والدي كان صدمة، إلا أنه فتح عيني على مستقبلي ومستقبل ابني. قد أخذت كل الأموال التي جمعتها من عملي وطلبت الطلاق ونجحت في الحصول عليه. على الرغم من كل محاولاته لإعادتي، لم أقبل واستمرت حياتي ونجاحاتي بعيدًا عنه. عدت إلى أهلي وشكرت الله على نعمة الصبر. استندت على الله ولم يخذلني، الحمد لله دائمًا.
زر الذهاب إلى الأعلى